الأربعاء, أبريل 3, 2019
أبوظبي - الامارات العربية المتحدة
“زايد الخيرية” .. رحلة 26 عاما من العطاء الإنساني من الإمارات للعالم
حتفت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية أمس بالذكرى السنوية الـ 26 على انطلاقتها وبدء رحلتها للعطاء الانساني حيث شهدت خلال أعوامها الماضية تحقيق مجموعة كبيرة من الإنجازات والمشاريع والمبادرات بما ينسجم مع رؤيتها بأن الخير يجب أن يعم أصدقاء الإمارات وأشقائها.
ونجحت المؤسسة منذ انطلاقتها عام 1992 بتقديم مساعداتها لأكثر من 166 دولة حول العالم بقيمة إجمالية تناهز ملياري درهم والتي تركزت في قطاعات متنوعة أبرزها الصحة والتعليم والجوائز والإغاثة والمساعدات المتنوعة من خلال إنشاء المراكز الثقافية والإنسانية والبحثية التي تهتم بالتوعية والتعريف الصحيح بالدين الحنيف والعادات والآداب مع دعم إسهامات العلماء في تطوير الحضارة الإنسانية عموما إلى جانب تأسيس المدارس ومعاهد التعليم العام والعالي والمكتبات العامة.
ومنذ انطلاقة المؤسسة عام 1992على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – توالت إنجازات المؤسسة ومشاريعها ومبادراتها الخيرية والانسانية داخل الدولة وخارجها إيمانا بدورها في دعم مسيرة الخير والعطاء وتأكيدها على أن الإنسان هو أساس أي عملية حضارية وهو محور كل تقدم حقيقي.
وتعمل المؤسسة على إيصال رؤيتها ورسالتها وقيمها من خلال تطبيق دورها العلمي والمهني والاجتماعي والوطني داخل دولة الإمارات وخارجها بما ينسجم مع خطة أبوظبي وسياسة واستراتيجية المساعدات الخارجية للدولة 2017 -2021 حيث أصبح العمل الإنساني أسلوب حياة يسهم في ترك بصمة محلية وعالمية.
وقال سعادة حمد سالم بن كردوس العامري مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية إن الاحتفاء بالذكرى السنوية للمؤسسة يؤكد حرص مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية على تحقيق أولوياتنا الاستراتيجية في تقديم المساعدات الانسانية والخيرية لسائر الفئات المحتاجة ومواصلة جهودنا لإبقاء اسم الأب المؤسس وبصمته الكريمة في جميع بقاع العالم وليبقى اسم دولة الإمارات وقيادتها وشعبها مثالا يحتذى به إقليميا وعالميا.
وأضاف أن المؤسسة ستعمل خلال الأعوام المقبلة على تحقيق المزيد من التطلعات التي ستساهم بشكل أكبر في مساعدة المحتاجين ومد يد العون لجميع الفئات في أنحاء العالم حيث سنعمل على فتح قنوات التواصل مع جميع الهيئات والجمعيات والمؤسسات النسائية داخل الدولة وخارجها وإعداد شبكة يتم من خلالها توحيد الجهود في العطاء وتقديم المساعدات بالإضافة لمواكبة التطور التكنولوجي الذي تشهده الدولة والاستفادة منه في استقصاء المعلومات وإعداد الخطط وتنفيذ البرامج والمشاريع الخيرية.
وأشار سعادة حمد سالم بن كردوس العامري إلى أن خطط المؤسسة خلال العام المقبل تتمثل بدعوة المختصين والمهتمين وإعداد البحوث العلمية المتقدمة لتطوير برامج العمل الإنساني بما ينسجم مع التوجهات السامية لقيادة الدولة بالمحافظة على صدارة الإمارات في العالم كنموذج للعمل الخيري والإنساني.
ونستعرض من خلال هذا التقرير أهم وأكبر إنجازاتها ومشاريعها خلال الـ26 عاما الماضية في مختلف المجالات ومن أهم هذه المشاريع مركز الشيخ زايد للدراسات العربية في بكين والذي تم تأسيسه عام 1995 ليكون منبرا ينشر الثقافة الإسلامية وصرحا علميا ومؤسسة تعليمية حجزت مكانها في الصفوف الأولى بين مثيلاتها في العالم أجمع.
واعتمدت المؤسسة عام 1999 ميزانية خاصة لتمويل كرسي أكاديمي للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لعلوم البيئة بجامعة الخليج العربي بمملكة البحرين كما سلمت المؤسسة في العام 2005 مشروع وقف للأيتام “مبرة الشيخ زايد لأيتام السنابل” الذي يهدف إلى ايجاد وقف خيري استثماري يخصص ريعه للأنفاق على كفالة الأيتام البحرينيين.
وحققت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية مكانة مرموقة في مجال العمل الإنساني وانطلاقا من هذا النهج تواصلت مساعدات المؤسسة في شتى أنحاء أفريقيا تحفف آلام المحتاجين وتمنحهم القدرة على الاستمرار خاصة أنها تركز على العمل الإنساني ولم تقتصر على دولة معينة بذاتها أو جنس أو عرق أو لون.
وساهمت المؤسسة في إعادة بناء وتأهيل المستشفى الرئيس في مدينة زنجبار “وقدمت له معدات طبية حديثة حيث أعيد تشغيل المستشفى عام 1999 وفي عام 2014 أهدت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية مشروع “قرية زايد” إلى مدينة أولجي المنغولية والذي يضم مستشفى وعيادة صحية ومدرسة ابتدائية وروضة أطفال ومسجدا وعددا من المحال التجارية ومراكز للتدفئة كما افتتحت جامعة “آدم بركة” في تشاد.
كما افتتحت المؤسسة عام 2001 في ضواحي بريطانيا مسجد ومركز الشيخ زايد الإسلامي والذي كان هدية الإمارات لمسلمي بريطانيا وفي نفس العام تم افتتاح كلية زايد للبنات في نيوزيلندا للتعريف بالثقافة الإسلامية ونشر العربية حيث صنفت “كلية زايد” ضمن أهم المؤسسات التعليمية في نيوزيلندا كما تم تجهيز مكتبة الشيخ زايد بجامعة المنار بطرابلس في نفس العام وتشمل كافة الأنشطة والخدمات ومجهزة بمختلف وسائل الاتصال والمعدات اللازمة.
وشهد عام 2010 عدة مشاريع كبيرة منها مشاريع لإعادة إعمار البوسنة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية وانشاء دار الوالدين لرعاية الأيتام كما تم افتتاح جناح الشيخ زايد بن سلطان في مستشفى علاج أمراض سرطان الأطفال ” 57357″ في العاصمة المصرية القاهرة.
وفي عام 2007 قامت المؤسسة بترميم المعاهد الأزهرية في القاهرة حيث رممت أكثر من 21 معهدا تابعا لجامعة الأزهر لتمكين الطلاب من تلقي التعليم في بيئة آمنة وسليمة وتم إنجاز المشروع عام 2007 بتكلفة 3.2 مليون دولار وفي نفس العام تم تأسيس مركز زايد الإقليمي لإنقاذ البصر في غامبيا في جنوب افريقيا حيث يهدف المشروع إلى الوقاية من فقدان البصر في الدول النامية.
وواصلت المؤسسة تقديم المساعدات العينية والمالية وسلة رمضان لدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز عمل المؤسسات الفلسطينية في الأراضي المحتلة حيث مولت مشروع تأهيل مدارس الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل يطور العملية التعليمية وتم إنجاز المشروع في عام 2008 بتكلفة 6 ملايين درهم كما قامت ببناء كلية الهندسة المعمارية في نابلس.
وتابعت المؤسسة مسيرة إنجازاتها الكبيرة لتترك بصمة في كل بقاع الأرض ففي عام 2009 افتتحت المؤسسة مركز زايد لرعاية الأطفال في كينيا كما أسست المؤسسة في باماكو كلية زايد للإدارة حيث يهدف المشروع لإتاحة فرصة التعليم الجامعي لخريجي المدارس العربية الإسلامية في مالي.
وفي ظل العلاقات التاريخية الوثيقة الإماراتية الهندية تحرص المؤسسة على استمرار هذه الروابط بإقامة مشروعاتها التنموية والداعمة لمسيرة التنمية والرخاء ومنها مركز التدريب الصناعي وسكن لأصحاب الهمم في كيرالا والذي يهدف إلى تدريب الأيتام وأصحاب الهمم وتأهيلهم بالتعليم الحرفي والمهني لإعانتهم على تنمية المجتمع ورفع المستوى الاقتصادي للأسر الفقيرة والمحتاجة وتم إنجاز هذا المشروع عام 2009.
كما أنشأت المؤسسة معهد البنين والبنات في كالكتا لتوفير فرص التعليم وأماكن للدراسة والتعليم على أحدث المستويات بالإضافة لتأسيس كلية زايد للبنات في نيودلهي والتي تركز على توفير فرص التعليم بمستوياته كافة لأكثر من 2500 طالبة.
ويعد مستشفى “موروني” في جزر المقر الذي بنته المؤسسة في عام 2009 عطاء من أكبر المستشفيات الحكومية في جمهورية جزر القمر وتتوفر فيه معظم التخصصات كما يحظى مسجد الشيخ زايد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بتقدير المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا وهو إحدى مبادرات مؤسسة زايد للأعمال الخيرية و الإنسانية والتي تم تنفيذها عام 2009 وفي عام 2010 تم ترميم وتأهيل مستشفى سير الضنية في لبنان ليوفر الخدمات العلاجية لعدد كبير من المرضى، ويقدم الرعاية اللازمة لهم.
وفي عام 2011 تم إنشاء معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في مصر كما يعتبر مشروع مستشفى الأمومة والطفولة في افغانستان من أهم مشاريع إعادة الإعمار وهو عبارة عن مستشفى متكامل للنساء والتوليد في العاصمة كابول ومجهز بكل الوسائل والمعدات الطبية الحديثة وتم انجازه عام 2012 وفي نفس العام أسست المؤسسة مركز زايد الثقافي ومشروع كلية الدراسات الإسلامية ومركز الرعاية الصحية الأولية في كوسوفو.
كما افتتحت المؤسسة عام 2014 مركز الشيخ زايد الثقافي في مدينة ووتشونغ الصينية والذي يقدم خدماته لمسلمي الصين وفي عام 2016 تم افتتاح أكاديمية زايد للعلوم الإدارية في بوركينافاسو ومركز زايد الثقافي الإسلامي في الفلبين إلى جانب الكثير من المشاريع الكبيرة الأخرى في جميع أنحاء العالم والتي تركت بصمة الإمارات الإنسانية لدى جميع الشعوب.
وتابعت المؤسسة نشاطها داخل الدولة وجرى تنفيذ عدد من المشاريع الداخلية في جميع إمارات الدولة منها إنشاء وقف يحمل اسم المؤسسة يعود ريعه لصالح كلية الإمام مالك في دبي وفي عام 2009 تم افتتاح دار زايد لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة برأس الخيمة ومؤخرا تم افتتاح مطبعة مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي لتوفير وسائل كسب العيش لأصحاب الهمم إلى جانب إنشاء مبنى الأذن والأنف والحنجرة في إمارة أم القيوين لسد النقص في هذا التخصص.
وبخصوص رعاية الأيتام قدمت المؤسسة في الفترة من 2003 حتى 2010 وبالتعاون مع الهلال الأحمر الدعم لمشروعات رعاية هذه الفئة الاجتماعية الهامة مما كان له أثرا إيجابيا في توفير فرص التعليم و الرعاية الصحية و الإنسانية لهذه الشريحة المستضعفة بالإضافة للعديد من مراكز الخدمات الاجتماعية في عجمان وأم القيوين ورأس الخيمة.
وتقدم البرامج الخيرية الثابتة للمؤسسة الدعم المادي للمحتاجين من طلاب العلم والمرضى والمسلمين الراغبين في أداء فريضة الحج والمتضررين من جراء الكوارث الطبيعية في شتى بقاع المعمورة.
وتشمل البرامج الثابتة برنامج زايد للحج الذي يستفيد منه 600 إماراتي و400 مستفيد من خارج الدولة وبرنامج العلاج الطبي الذي تعمل المؤسسة خلاله عل تخفيف معاناة المرضى المقيمين والمعسرين وبرنامج المنح الدراسية وبرنامج المطبوعات والبرامج الموسمية كبرنامج إفطار صائم بالإضافة إلى برنامج المساعدات الإنسانية والإغاثة.
والتزمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية بتنفيذ سياسة دولة الإمارات في المبادرات الإنسانية والعمل على تحقيق أهداف الدولة في هذا المجال ومن أهم المبادرات التي أطلقتها المؤسسة لعام 2018 كانت مبادرة “الكرامـة الإنسانيـة” والتي تهدف إلى توزيع 1050 حقيبة تحتوى على المستلزمات الصحية والشخصية لنزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية والعمال.
وأطلقت المؤسسة مبادرة “عمرة زايد لأصحاب الهمم”، والتي تهدف إلى الاعتراف بجهود أصحاب الهمم في تحقيق الإنجازات وتمكينهم وذويهم من أداء مناسك العمرة.
وتم تكريم مؤسسة زايد للرعاية الخيرية والإنسانية خلال العام الجاري لجهودها الرائدة حيث تم تكريمها من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” في إطار تكريم الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية والانسانية داخل الدولة.
وحصلت المؤسسة على تكريم من الاتحاد النسائي العام ومركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية كما تم تكريم المؤسسة من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة كأحد الداعمين لصندوق رعاية الموهوبين الرياضين في الالعاب الفردية.وام