الأربعاء, أبريل 10, 2019
أبوظبي - الامارات العربية المتحدة
قرية زايد توفر الحياة الكريمة لأبناء منغوليا
أهدت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية مشروع «قرية زايد» إلى مدينة أولجي المنغولية، والذي يضم مستشفى وعيادة صحية ومدرسة ابتدائية وروضة أطفال ومسجدا وعدداً من المحال التجارية ومراكز للتدفئة، وفقاً لنهج المؤسسة في العمل الخيري، الذي يركز على رفع المعاناة وتحقيق الحياة الكريمة للإنسان، حيث توفر القرية الاحتياجات اللازمة للسكان من تعليم وعناية صحية ومساكن وتدفئة ومرافق خدمية أخرى، في منغوليا، التي يبلغ عدد سكانها 1400 مليون ألف نسمة، وعاصمتها مدينة أولان باتور، وهي تقع في وسط آسيا، على مساحة شاسعة تبلغ 1564116 كم مربع، تحدها من الشمال روسيا والجنوب الصين.
وقد وفد إلى دولة الإمارات عدد من أعضاء الجمعيات الإسلامية المعتمدة في منغوليا، وهي تمثل معظم الهيئات المسلمة، حيث عقدت اتفاقية مع المؤسسة لبناء قرية الشيخ زايد في منغوليا وذلك في عام 2000 وكذلك تجددت مذكرة التفاهم في 2006، حيث تم الاتفاق على أن تشتمل القرية على حضانة للأطفال ومسجد ومستشفى يناسب المنطقة في حجمها وعدد سكانها، وكذلك توفير الكهرباء للتدفئة في أيام البرد القارص الذي يضرب المنطقة لفترة طويلة في فصل الشتاء، بالإضافة إلى إنشاء شبكة للمياه الصالحة للشرب وتوصيل البنية التحتية.
وبهذه المشاريع الأولية بدأت تتوالى الإنجازات التعليمية والثقافية، ففي عام 2012 بدأت أفواج الخريجين من المدارس المتوسطة، حيث بلغ عددهم 230 تلميذاً نهلوا تعليمهم على يد 32 مدرساً في مدرسة زايد القازاقية المتوسطة الدولية، وكانت أفضل بداية تعليمية في تلك المنطقة على الإطلاق، لأنها كانت الشرارة الأولى في تسليط الضوء على التعليم ودعم هذه المسيرة في المجتمع القوقازي واليوم وفي العام الدراسي 2017-2018 وصل عدد من التحق بمدرسة زايد المتوسطة 569 طالباً من سائر أرجاء المحافظة، وقد حظيت هذه المدرسة بفضل إخلاص القائمين عليها بالمراكز العلمية الأولى بين المدارس على مدى الأربع سنوات الماضية وذلك في المجال العلمي والنشاط الرياضي.
ومبنى المدرسة يتضمن اثني عشر فصلاً دراسياً للعلوم المتوسطة ويتم إعدادهم للدخول في الجامعات المنغولية ولديهم القبول في الجامعات الروسية والكازخستانية والصين وسائر أوروبا، وقد حظيت هذه المدرسة على العديد من شهادات التقدير التعليمية والتربوية والرياضية حيث باتت معلماً لتلك المنطقة.
وتواصل المؤسسة متابعتها لهذا المشروع الكبير الذي بدأ في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وقد أوضح حمد سالم بن كردوس العامري مدير عام مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية أن المؤسسة تعمل على تحقيق أهدافها التي غرس قيمها الشيخ زايد، وذلك من خلال إقامة المشاريع الإنسانية، خاصة في الدول المحتاجة لرفع مسيرة نهضتها التنموية وتقديم المساعدات بصورة برامج ومشاريع لتخفيف المعاناة عن أفراد مجتمعها، ومنغوليا هي إحدى الجهات التي وصلتها «أيادي زايد» في دعمها في العديد من الجوانب التعليمية والصحية والاجتماعية كما أنها تخصص لها حصصاً في برامج إفطار صائم وبرنامج زايد للحج، مشيراً إلى أنه في «عام زايد» سوف تعمل المؤسسة على تكثيف جهود المساعدات إلى سائر المؤسسات والجهات المحتاجة وتوفير الحياة الكريمة للفئات المستهدفة.
وتعاقبت على منغوليا حقب تاريخية تارة تحت سلطة امبراطورية الصين ثم استقلت فترة من الزمن من 1911 إلى 1921 إلى أن وصلها المد الشيوعي حتى عام 1990 حيث استقلت بحكم ذاتي، ومنذ ذلك التاريخ عادت لمنغوليا حريتها بالعودة إلى عاداتها وتقاليدها وإشهار شعائرها الدينية، وبدأ المسلمون فيها في إعادة بناء مساجدهم وتم الاعتراف بالإسلام إلى جانب الديانات الأخرى كالبوذية وغيرها.. وقد لعبت دوراً في التاريخ برئاسة جنكيس خان حيث غزت بجيوشها أوروبا ووصلت الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الهندية.